الاثنين، 9 أكتوبر 2017

جدي طيب القلب


يحكى أن جدي طيب القلب في أواخر الأربعينات كان يجلس في الصباح الباكر على دكة أمام داره يتناول فتة اللبن بالسمن البلدي ، يعدها جيدًا ثم ينادي جاره وبمعني أدق " صديقه الأنتيم " ليفطرا معًا قبل أن تغبر الشارع أرجل المارة ، كان لصاحب الوليمة الحق في أن يقول ما بدا له وعلى الآخر أن ينصت بل ويؤمى برأسه موافقا على كل كلمة وفكرة.
بالقرب يقهقه كل حين محمد أفندي بنظارته السميكة - صاحب دكان البقالة والذي يقاربهم في العمر ، ولكن بمجرد أن ينظرا إليه يتوقف وينكفأ على عُلبه يرصها و ينفض عنها التراب ، يعلمان جيدًا أنه ينصت لحديثهما فلا يهتما به ويكملا حديثهما في كل شى ، عن المحاصيل، والحواصل، والجرون، والبهائم ،والفيضان ، والسياسة أيضا
- قولى باحاج عبدالسلام هي الحربة دي مش بينا احنا العرب وبين اليهود

+ تمام يا حاج عبدالرحمن 
- اومال اسرائيل اللي بنسمع عنها ف الرداوي دي تطلع إيه ؟ ومعانا ولا معاهم ؟


وهنا يقهقه مرة أخرى محمد أفندي وترتج شحومه وهو يلوح بمنشته.

اعلان 1
اعلان 2

0 التعليقات :

إرسال تعليق

عربي باي